دافعت شركة “إيرباص” (Airbus) عن قرارها بالاستمرار في استيراد التيتانيوم الروسي، معتبرة أن العقوبات ستُضرُّ بمصنعي الطائرات الذين يعتمدون على المعدن الخفيف الوزن، كما أنها لن تردع فلاديمير بوتين بعد غزوه لأوكرانيا.
قال الرئيس التنفيذي غيوم فوري في الاجتماع العام السنوي للشركة أمس الثلاثاء إن شركة صناعة الطائرات الأوروبية كانت تخزن التيتانيوم لسنوات عديدة، وقد أعطى ذلك لشركة “إيرباص” مساحة للتنفس على المديين القصير والمتوسط ، حتى لو كان الحظر ساري المفعول.
أضاف “لا نعتقد أن العقوبات على الواردات ستكون مناسبة، وسيكون لهذا تأثير ضئيل على روسيا، إلا أن عواقبها ستكون وخيمة على بقية البلدان والصناعة، لذلك نعتقد أن سياسة عدم فرض عقوبات هي الأكثر أهمية في الواقع”.
تعد “إيرباص”، العميل الرئيسي لشركة “فسمبو-أفيسما” (VSMPO-AVISMA) الروسية، وقد تمكّنت حتى الآن من الاستمرار في استيراد المواد، والتي لم يتم استهدافها بشكل مباشر من خلال قائمة متزايدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى معاقبة الرئيس بوتين؛ في حين أوقفت شركة “بوينغ” الأمريكية المنافسة المشتريات الروسية.
يُذكر أن روسيا تُوفّر حوالي نصف احتياجات شركة “إيرباص” من التيتانيوم، بشكل مباشر أو من خلال الموردين الرئيسيين، وقد قال المدير المالي دومينيك أسام إن الشركة كانت تخزن المعدن منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
تجدر الإشارة إلى أن التيتانيوم مرغوب في مجال صناعة الطائرات لقوته وكتلته المنخفضة ومقاومته للتآكل، مما يجعله مثالياً لمكونات مثل معدات الهبوط، كما يُستخدم أيضاً لربط الغلاف الخارجي من ألياف الكربون بجسم A350 العريض لأنه لا ينثني بقدر المعادن الأخرى مع تغيرات درجة الحرارة.
كذلك قال فوري إن شركة تصنيع الطائرات التي تتخذ من تولوز مقراً لها بفرنسا تعمل على سد الفجوة في الإمدادات طويلة الأجل من خلال البحث عن مصادر ثانوية.
دور التصنيع الدفاعي
تحدّثت الشركة المصنعة للطائرات لصالح أعمالها الدفاعية، قائلة إن الحرب في أوكرانيا أظهرت سبب أهمية القدرات العسكرية الأوروبية، وقال رئيس مجلس الإدارة رينيه أوبرمان: “الدفاع ليس مهماً لشركة “إيرباص” فحسب، بل لأوروبا ككل”.
وتمارس شركات الدفاع ضغوطاً لعكس اتجاه الاستبعاد مما يسمى بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي يستخدمها كبار المستثمرين، بناءً على المكون “الاجتماعي”، حيث تجادل شركة “إيرباص” وشركات أخرى بأن دورها في حماية المجتمعات من العدوان يجعلها تستحق الخضوع لمثل هذه الاختبارات.