دراسات – بيزنس هب
الكثير من الأسر عانت من صعوبة المناهج والأمر تم تصعيده لوزارة التربية والتعليم باعتبارها الجهة المعنية بوضع المناهج، ورغم أن البعض يبالغ في الأمر إلا أنه لا يخفى عن أحد أن المنهج البعيد عن الممارسة والواقع يعد أحد معوقات التعلم وخاصة إن كان الأمر يرتبط باكتساب لغة جديدة لأن ذلك يجعل الطفل يرفض التحصيل ويصاب بالإحباط الناتج عن عدم قدرته على الإستيعاب.
وقال الخبير في طرق التدريس ومدرب المدرسين بجامعة المستقبل محمد علي خلف، أن ما يحتاجه الطفل في مراحله التعليمية الأولى يتلخص في اكتساب أدوات ومهارات التعبير عن نفسه واحتياجاته الأساسية باللغة الإنجليزية فقط، مضيفا: ” سمعنا جميعا عن منهج اللغة الإنجليزية للصف الرابع الابتدائي وليس من سمع كمن رأى، فابنتي حاليا طالبة في هذا الصف ورأيت كتابها بنفسي! أثارت المعلومات بداخله شجوني عندما وجدت انفصال تام عن الواقع! مواضيع لا تتناسب إطلاقا مع هذا السن ومخلوقات غريبة حتى على بيئتنا وطبيعتنا الجغرافية”.
وأضاف محمد علي خلف، أنه وجد بمنهج الصف الرابع الإبتدائي مصطلحات طبية متخصصة وأخرى هندسية وغيرها في علم الحيوان، مؤكداً أن هذا الكم والنوع من المحتوى يليق عقلياً بمستوى من يدرس السنة التحضيرية الأولى لمجموعة كليات مختلفة المجالات في نفس الوقت، وتسائل: “ماذا لو سافر هذا الطفل مع والديه إلى إحدى الدول التي تتحدث الإنجليزية كلغة أولى ودخل السوبر ماركت وأراد أن يسأل على سعر قطعة حلوى، هل ستفيده هذه المصطلحات المعقدة في شيء”.
وأكد محمد على خلف، أن كم المعلومات التي لا تتناسب مع الاحتياج الحقيقي لمتلقيها خاصة إن كان في طور دراسة اللغة واكتساب مهارة ممارستها لا قيمة لها على الإطلاق وعلى المعنيين بالأمر بحث سبل تمكين الأطفال من التعاطي مع لغة حياتهم اليومية قبل “حشو” التعريفات والمعلومات المعقدة عديمة الجدوى في المناهج الدراسية المختلفة.