بيزنس هب – القاهرة
واحدة من الأزمات التي تواجه القائمين على العملية التعليمية هي تدخل غير معنيين في سير التدريس وبعضه يؤثر سلباً على أدوات العمل ويعيق “المدرس” عن أداء عمله بل يحول دون قدرته أو رغبته في التطوير.
الخبير بطرق التدريس، ومدرب المدرسين بجامعة المستقبل، محمد علي خلف أكد أنه لا توجد مهنة في العالم يتدخل فيها الجميع بالنصح والإرشاد والتوجيه وأحيانا بإصدار الفتاوى الغير منطقية كما هو الحال في “التدريس”، مضيفاً أنه بالنظر لمهنة الطب على سبيل المثال لن نجد مريض يوجه الطبيب أو يرده أو تى يطرح عليه الطريقة المثلى للعلاج، وكذلك في مهنة المعمار لن تجد صاحب منزل يوجه فني النقاة إلى أساليب الطلاء والأدوات المستخدمة.
وعن جروبات “الماميز” وتأثيرها السلبي على أداء المعلمين، يرى محمد علي خلف، أنهم يتدخلون بالشرح والتوجيهات بل والصراخ أحياناً لحد التوبيخ والقيام بشكاوى إدارية ضد المعلمين لا تمت لواقع الخبرة بصلة أو معرفة، معتبراً أن تلك الأزمة باتت أحد أهم الأعباء التي يعاني منها المدرسين خلال السنوات الأخيرة.
وأكد محمد علي خلف، مدرب المدرسين بجامعة المستقبل، أن جروبات الأمهات “الماميز” المنتشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة تحولت إلى ساحة للانتقاد الدائم للمدرسين وأحيانا يخلق بها معركة افتراضية فيما بينهم وهو ما يؤثر سلباً على علاقة الطلبة ببعضهم داخل القاعة الدراسية، لافتاً إلى أن أغلب تلك التدخلات غير تربوية قائلا: “المدرس الذي يفكر في الخروج عن التعليب والتنميط الدراسي يواجه من الماميز براسة لذلك الكثيرون لا يرغبون في تطوير أدواتهم أو إبتكار أساليب جديدة للتدريس خوفاً من الأم الغاضبة التي ترى أن التلقين أفضل أساليب التدريس”.
وكشف محمد علي خلف، أنه من واقع تجاربه في تدريب المدرسين صادف عدد منهم قرر تطوير الأدوات والإعلاء من مصلحة الطالب ضاربا بعرض الحائط القيود الغير منطقية التي فرضتها الأمهات -بدون علم- على جروبات الواتساب وعادة ما يدفعن الثمن غالياً من العور الدائم بالذنب الناتج عن الانتقاد الدائم الموجه لهم واتهامهم بتضييع مستقبل الأطفال.
وينصح المدرب محمد علي خلف الأمهات قائلا: “نعلم تماما حسن نيتكم ولا نشكك بها لحظة، ولكن اتركوا للمدرسين الذين تعبوا كثيرا في تطوير أنفسهم مساحة للإبداع ولا تساهموا في إحباطهم و إحساسهم الدائم بالسباحة عكس التيار”.