بيزنس هب – وكالات انباء
جرّاء تأخُّر تنفيذ إصلاحات حيوية بمفاعلات المحطات النووية الفرنسية ” القديمة “، ستخفض شركة الكهرباء الحكومية ( إي دي إف) إنتاجها، وقد توقف باريس صادرات الكهرباء إلى بريطانيا هذا الشتاء نتيجة لذلك، حسبما نشرت صحيفة “إكسبرس” (Express) البريطانية.
وقالت نقابة العمال الفرنسية “إف إن إم إي”، 12 أكتوبر الماضي ، إن بعض العاملين في محطات الطاقة النووية التابعة لشركة كهرباء فرنسا استأنفوا إضرابهم احتجاجًا على الرواتب؛ ما أدى إلى تأخير أعمال صيانة 8 مفاعلات، بحسب وكالة رويترز.
وتأثرت سلسلة من مفاعلات المحطات النووية الفرنسية بالتآكل، وسيتعين عليها التوقف عن العمل بينما يكافح العمال لإصلاح الأضرار وإعادة الأمان للمحطات.
وتأخرت العملية بسبب الإضرابات، التي دعمتها النقابات، بين العمال الفرنسيين المتشددين في شركة كهرباء فرنسا.
ويؤدي هذا إلى خفض توليد الكهرباء من أسطولها من المحطات النووية، عن طريق تأخير أعمال الصيانة الجوهرية.
تأثر بريطانيا
تُعَد أخبار تأخر تنفيذ أعمال الصيانة في محطات الطاقة النووية لدى شركة كهرباء فرنسا سيئة بالنسبة لبريطانيا، التي تعتمد على واردات الغاز والكهرباء من مجموعة من البلدان للإبقاء على تشغيل الأضواء.
وعلى الرغم من أن النرويج، التي غالبًا ما توصف بأنها “أفضل دولة في العالم”، تثبت أنها مصدر موثوق للكهرباء؛ فإن فرنسا ليست كذلك؛ فقد خفّضت شركة كهرباء فرنسا، التي تعمل أيضًا في بريطانيا، هدف إنتاج محطاتها النووية لعام 2022 من نطاق يتراوح من 280 إلى 300 تيراواط/ساعة إلى 275-285 تيراواط/ساعة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقع المحللون أن يصل إنتاج محطات الطاقة النووية الفرنسية إلى أدنى مستوى له في 30 عامًا، حتى قبل هذا الخفض الأخير.
بدوره، يعتزم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بناء ما يصل إلى 8 مفاعلات جديدة مع فشل المفاعلات الحالية.
ويقول خبراء الطاقة في بريطانيا إنه “من المرجح أن يمنع أقرب جيراننا صادرات الكهرباء إلى البلاد عندما يحلّ موسم الطقس البارد”، مشيرين إلى أن البريطانيين سيصابون بالبرد نتيجة لذلك، حسبما نشرت صحيفة “إكسبرس” (Express) البريطانية، في 5 نوفمبر الجاري.
مخاوف الكهرباء في فصل الشتاء
عادة ما تصدر فرنسا الكهرباء إلى دول أوروبا، بما في ذلك بريطانيا، كما قال محرر فرنسا لمجلة أخبار الطاقة الرائدة في أوروبا “مونتيل نيوز”، كريس إيليس.
وأضاف إيليس أنه بدلًا من تصدير الكهرباء، ستبحث فرنسا الآن بشدة عن الواردات، مشيرًا إلى اعتماد باريس الآن على جيرانها للمساعدة في الحفاظ على توفير الإضاءة.
وستؤدي المحطات النووية الفرنسية الصدئة إلى تفاقم مخاوف الكهرباء، خلال فصل الشتاء في بريطانيا، ويمكن أن تؤدي إلى أزمة في الإمدادات، بحسب إيليس.
وأشار إلى أن قضايا التآكل في محطات الطاقة النووية “القديمة” تؤثر في ما لا يقل عن 15 من مفاعلات شركة كهرباء فرنسا النووية، وقد يكون العدد الإجمالي أعلى من ذلك.
ونظرًا للمشكلات الضخمة مع أسطول المفاعلات، في الغالب، من غير المرجح أن تقدم شركة كهرباء فرنسا أو فرنسا لمساعدة الأسر البريطانية المتعثرة.
اعتماد بريطانيا على واردات الكهرباء الفرنسية
خلال فصل الشتاء العادي، تعتمد بريطانيا على واردات الكهرباء من فرنسا لتلبية الطلب، خصوصًا خلال ساعات الذروة من 5 مساءً إلى 8 مساءً.
على النقيض من ذلك، يبلغ الطلب الفرنسي على الكهرباء عمومًا ذروته بين الساعة 8 صباحًا و1 مساءً؛ ما يتيح لهم تصدير الفائض في السنوات العادية، وفقًا لتقارير مجلة أخبار الطاقة الرائدة في أوروبا “مونتيل نيوز”.
علاوة على ذلك، خفّضت شركة كهرباء فرنسا توقعاتها للإنتاج عدة مرات هذا العام، وأعلنت أنها تتوقع انخفاضًا في أرباحها البالغة 32 مليار يورو (31.70 مليار دولار) بسبب تراجع التوقعات.
ومددت الشركة أوقات الانقطاع المفاجئة بسبب إصلاحات التآكل أو المجسات في 4 من مفاعلاتها، هي: كاتينوم 1 و 3، وتشوز بي 1، وبينلي 2 .
وأفادت شركة الطاقة العملاقة بأن عمليات الفحص والإصلاح عبر أسطول مفاعلتها البالغ عددها 56 مفاعلًا ستستمر حتى عام 2025.
ومن المفترض أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الأسر في بريطانيا وزيادة الفواتير بمتوسط 2500 جنيه إسترليني (2844.38 دولارًا) للأسرة العادية.