بيزنس هب – وكالات
بلغت وادرات المصافي المستقلة من النفط الروسي نحو مليوني طن متري في أبريل , في ظل اضطرابات أسواق الطاقة وارتفاع أسعار النفط والغاز، تدرك الصين – خاصة مصافيها المستقلة – أن النفط الروسي الرخيص يمثّل فرصة جيدة لتأمين الإمدادات.
فبعد توخّي الحيطة لبعض الوقت، باتت مصافي التكرير المستقلة في الصين أكثر اقتناعًا بشراء النفط الروسي الرخيص مع تزايد وضوح الرؤية بأن الصراع في أوكرانيا لن يسفر عن اضطرابات كبيرة في تدفّق الشحنات أو المعاملات المالية، ما لم تُفرض عقوبات .
ودفع تخفيف القيود المفروضة جراء الوباء في مقاطعة شاندونغ، وبوادر تحسّن هوامش التكرير إلى اتجاه مصافي التكرير المستقلة في الصين إلى شراء الشحنات الروسية دون تردّد، لتجنّب تضييع الفرصة المتاحة أمامها وتعويض الخسائر التي تكبّدتها خلال الأشهر القليلة الماضية.
انتعاش واردات النفط الروسي الرخيص
بعد تراجع التدفقات لشهر مارس/آذار، انتعشت واردات مصافي التكرير المستقلة في الصين من النفط الروسي بنسبة 35.7% على أساس سنوي، لتصل إلى مليوني طن متري في أبريل ، حسب بيانات وحدة “ستاندرد آند بورز غلوبال كومودوتي إنسايتس” يوم الإثنين 9 مايو .
ورغم أن المصافي المملوكة للدولة تشتري الشحنات الروسية بحذر وسط حالة الغموض المتعلقة بالدفع والشحن، فإن المصافي المستقلة مستعدة للمجازفة بتأمين واردات النفط الفورية الرخيصة من روسيا، بما في ذلك خام إسبو والأورال.
تحديات تهدد صادرات النفط الروسي إلى آسيا
واشترت هذه المصافي المستقلة شحنات لشهري مايو ويونيو، بالإضافة إلى خام الأورال، وتكون هذه الشحنات على أساس التسليم على متن السفينة في ميناء التفريغ (دي إي إس)؛ ما يقلل من المخاطر مقارنة بصفقات التسليم على ظهر السفينة (فوب).
وخلال شهر أبريل ، استوردت المصافي المستقلة قرابة 2.04 مليون طن من النفط الروسي، كان أغلبها من خام إسبو وزيت الوقود.
وبلغ عدد شحنات خام إسبو التي وصلت إلى مقاطعة شاندونغ 19 شحنة، بزيادة 26.7%، مقارنة بـ15 شحنة في مارس , وكان من بين المشترين شركة تشيم تشاينا، وليجين بتروكيميكال، ودونغمينغ بتروكيميكال.
وزادت شحنات تشيم تشاينا من خام إسبو في أبريل ، مقارنة بشهر مارس ، واستأنفت شركة هواكسينغ بتروكيميكال الشراء بعد أعمال الصيانة المقررة، أمّا شركة تشانجي بتروكيميكال فما تزال تخضع لعمليات الصيانة، لكن من المتوقع أن تسدّ احتياجاتها من خام إسبو لشهر مايو .
ورغم انتعاش الواردات الروسية الشهر الماضي، شهدت الواردات التراكمية للمصافي المستقلة من روسيا انخفاضًا خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري بنسبة 23.6% على أساس سنوي، إلى 7.89 مليون طن متري.
ويتماشى انخفاض التدفقات الروسية إلى قطاع التكرير المستقل مع الانخفاض العامّ في التدفقات من جميع المورّدين بنسبة 15.9% على أساس سنوي، إلى 54.4 مليون طن خلال المدة نفسها.
ويتوقع المحللون في الصناعة أن بوادر التحسن في هوامش التكرير ستسهم في زيادة الطلب على المواد الخام في الأمد القريب، بعد تخفيف القيود المتعلقة بالوباء في منطقة شاندونغ.
وتوقّعت شركة استشارات الصناعة المحلية “جيه إل سي” أن يكون متوسط معدلات التشغيل أعلى خلال شهر مايو ، مع إعادة تشغيل المزيد من المصافي بعد أعمال الصيانة في نهاية الشهر، إلى جانب تحسّن الهوامش.
ووفقًا للشركة، بلغ متوسط معدل التشغيل الشهري في 40 مصفاة مستقلة قرابة 51.4% في أبريل ، بانخفاض 3% عن مارس ، مقابل متوسط تشغيل يبلغ 74.3% في أبريل 2021.
ماليزيا في الصدارة .. والسعودية تتراجع
على الجانب الآخر، تظل ماليزيا في طليعة المورّدين خلال أبريل , متجاوزة روسيا والمملكة العربية السعودية، رغم انخفاض التدفقات بنسبة 31.9% شهريًا إلى قرابة 2.14 مليون طن متري.
ومع ذلك، ارتفعت الواردات من ماليزيا بنسبة 4.1% على أساس سنوي، إلى 9.7 مليون طن متري خلال المدة من يناير , الثاني إلى أبريل .
وشملت الواردات من ماليزيا، مزيج مال ونيمينا – وهو خام إيراني- بالإضافة إلى مزيج القار , وتواصل الشحنات الإيرانية التدفق إلى مصافي التكرير المستقلة، إذ يُصدَّر النفط الإيراني إلى الصين بصفته قادمًا من دول أخرى؛ من بينها عمان والإمارات وماليزيا.
وبلغ إجمالي الخام المستورد نحو 2.26 مليون طن متري في أبريل/نيسان، بانخفاض 24.8% عند 3 ملايين طن متري خلال شهر مارس .
بينما بلغت واردات مزيج القار إلى جانب الخام الإيراني نحو 3.23 مليون طن متري، أي قرابة نصف المواد الخام التي استوردها القطاع المستقل في الصين بمنطقة شاندونغ خلال أبريل ، حسب بيانات إس آند بي غلوبال بلاتس.
وأدى ذلك إلى تراجع مركز المملكة العربية السعودية لتصبح ثالث أكبر مورّد لمصافي التكرير المستقلة الصينية في أبريل بتدفقات تصل إلى 1.6 مليون طن متري.
صادرات النفط الإيراني إلى الصين تتراجع أمام الخام الروسي الرخيص
وانخفضت الواردات من السعودية بنسبة 23.5% على أساس شهري، و30.6% على أساس سنوي، ويعود ذلك إلى تقليص الواردات من مصفاة هينغلي بتروكيميكال في أبريل ؛ بسبب ضعف الهوامش , وأدى تراجع واردات مصفات هينغلي إلى انخفاض التدفقات من السعودية بنسبة 8% على أساس سنوي، عند 7.56 مليون طن متري، وهي أدنى بقليل مقارنة بروسيا، التي كانت ثاني أكبر مورّد للصين خلال الشهر الماضي.